![]() |
هل تظنين أن الشمس تضر بشرتك فقط؟ الحقيقة الصادمة عن شعرك |
الشمس ليست مجرد مصدر للنور والدفء، بل هي سيف ذو حدّين. تمنحك الطاقة والحياة، لكنها في الوقت ذاته قد تكون عدوًا خفيًا لجمالك، وخصوصًا لشعرك.
كثيرون يظنون أن تأثير الشمس يقتصر على الجلد، في حين أنّ الشعر يتعرّض يوميًا لضرر صامت لا يقلّ خطورة.
فهل حقًا يحتاج شعرك إلى واقٍ شمس كما تحتاج بشرتك؟ دعينا نغوص معًا في تفاصيل هذا السؤال.
كيف تؤذي أشعّة الشمس شعرك؟
عندما تتعرض خصلات الشعر لأشعّة الشمس المباشرة، فإنّ الأشعّة فوق البنفسجية (UV) تتسلّل إلى بنيته الداخلية، لتكسر بروتين الكيراتين، وتضعف طبقة الدهون الطبيعية التي تحافظ على لمعانه ونعومته.
النتيجة؟ جفاف، هشاشة، وتقصّف.
ليس هذا فقط، فالأشعة تحوّل لون الشعر تدريجيًا، سواء كان مصبوغًا أو طبيعيًا، إذ تعمل كعامل تبييض غير مرغوب فيه. كأنّك تعرّضين شعرك لماء البحر والكلور في وقت واحد، لكن بطريقة غير مرئية.
الفرق بين حماية البشرة وحماية الشعر
قد تتساءلين: إذا كنت أضع واقيًا شمسيًا لبشرتي، أليس ذلك كافيًا؟ الحقيقة مختلفة. البشرة تحتوي على خلايا حية تتجدد باستمرار، بينما الشعر عبارة عن ألياف ميّتة لا تملك آلية إصلاح ذاتية. أي ضرر يصيب الشعر يبقى واضحًا حتى يُقصّ أو يُعالج بمنتجات خاصة.
لذلك، إذا كانت بشرتك قادرة على التعافي نسبيًا من الحروق، فإنّ شعرك لا يملك هذه الرفاهية. من هنا تأتي أهمية ابتكار منتجات واقية مخصصة للشعر.
علامات تؤكد أن شعرك يعاني من الشمس
هناك إشارات دقيقة يمكنها أن تكشف أن شعرك يتأذى من أشعة الشمس، مثل:
-
بهتان اللون وفقدان الحيوية.
-
ملمس خشن وجاف يشبه القشّ.
-
ظهور تقصّف الأطراف بشكل متزايد.
-
صعوبة في التصفيف وتشابك مستمر.
-
تساقط زائد مقارنة بالفترات المعتادة.
هذه العلامات بمثابة إنذار مبكر بأنّ الشمس تترك بصمتها السلبية على شعرك.
هل واقي الشمس للشعر ضرورة أم رفاهية؟
قد يعتبر البعض أن استخدام واقٍ شمسي للشعر نوع من الترف. لكن الواقع العلمي يُظهر العكس:
-
إذا كنتِ تعيشين في منطقة مشمسة مثل المغرب أو دول الخليج، فالتعرض المستمر للأشعة فوق البنفسجية كافٍ لتدمير ألياف الشعر.
-
إذا كان شعرك مصبوغًا أو معالجًا كيميائيًا (بالبروتين، الكيراتين، أو الصبغات)، فإن حاجته للحماية مضاعفة.
-
حتى الشعر الطبيعي بحاجة إلى طبقة دفاعية تقيه من الجفاف والتقصّف.
إذن، الواقي الشمسي للشعر لم يعد رفاهية، بل أصبح من أساسيات العناية اليومية خصوصًا في فصول الصيف.
طرق عملية لحماية شعرك من أشعة الشمس
إليكِ بعض الخطوات الواقعية التي تساعدك على تقليل الضرر:
استخدام منتجات واقية للشعر
اختاري بخاخات أو سيرومات تحتوي على عامل حماية (صPF) مخصص للشعر. هذه المنتجات تخلق طبقة شفافة تحمي من الأشعة دون أن تثقل الخصلات.
ارتداء القبعة أو الشال
قد يبدو بسيطًا، لكن تغطية الشعر بقبعة عريضة أو شال قماشي أنيق يقلل من التعرض المباشر للشمس بنسبة كبيرة.
الترطيب العميق
الشعر الذي يتلقى تغذية وترطيبًا منتظمًا يكون أكثر قدرة على مقاومة الجفاف الناتج عن الشمس. استخدمي ماسكات طبيعية كالألوفيرا أو زيت جوز الهند.
تجنّب الحرارة الزائدة
لا تضيفي حرارة إضافية عبر مجفف الشعر أو المكواة بعد تعرضك للشمس؛ فهذا يزيد الضرر.
شطف الشعر بعد البحر أو المسبح
الملح والكلور يضاعفان تأثير الأشعة. لذلك، من الضروري غسل الشعر سريعًا بماء عذب بعد السباحة.
بدائل طبيعية لواقي الشمس للشعر
إن لم تتوفّر لديك منتجات متخصصة، يمكنك اللجوء إلى بدائل طبيعية تساعد في تقليل الضرر، مثل:
-
زيت الأرغان: يعمل كدرع واقٍ ومرمم بفضل مضادات الأكسدة.
-
زيت جوز الهند: يغلف الشعرة ويمنع فقدان الرطوبة.
-
الألوفيرا: يرطّب ويلطف فروة الرأس، ويقلل من تهيجها بعد التعرض الطويل للشمس.
هذه البدائل لا تمنح حماية تامة كالمنتجات المتخصصة، لكنها تشكّل خط دفاع أوّلي فعال.
الخلاصة: شعرك يستحق نفس الحماية التي تمنحينها لبشرتك
إذا كانت الشمس قادرة على حرق بشرتك في دقائق، فتصوّري تأثيرها على شعرك مع مرور الأيام.
كل شعرة أشبه بخيط حريري يحتاج إلى درع يحميه من الذبول.
حماية الشعر من الشمس ليست مجرّد خطوة تجميلية، بل هي استثمار طويل الأمد في صحته وجماله. ومع إدماج روتين وقائي بسيط، يمكنكِ أن تحافظي على شعر قوي، حيوي، ولماع، حتى تحت أقوى أشعة الصيف.