نصيحة واحدة من جدتي غيّرت بشرتي – وصفة تقليدية لبشرة نضرة وناعمة

إصنعي جمالك بنفسك
0


وصفة طبيعية مجرّبة للعناية بالبشرة مستوحاة من التراث المغربي – خليط يدوي يحتوي على دقيق الأرز، حليب الماعز، زيت الورد، وعسل السدر.
نصيحة واحدة من جدتي غيّرت بشرتي 

لم تكن جدتي سيدةً عادية. كانت تُخفي في طيات تجاعيد وجهها أسرارًا لا تسكن الكتب ولا تُروى في المجالس، بل تنتقل همسًا بين نساء العائلة، كأنها تعاويذ سحرية لا تُمنح إلا لمَن تستحقها.

في إحدى ليالي الصيف الهادئة، بينما كنا نجلس في فناء بيتنا الطيني، والهواء مشبع برائحة الزعتر والميرمية، التفتت إليّ بنظرةٍ دافئة وقالت: "يا بنتي، لا تُثقلي على بشرتكِ بما لا تعرفه، فالجمال لا يُشترى من قارورات زجاجية." ظننت حينها أنها حكمة أخرى من حِكمها التي لا تنتهي، لكن تلك الجملة ظلت تُراودني لسنوات، حتى وجدتُ فيها الخلاص الحقيقي.


البداية: مرآة لا تعكس إلا الشحوب


كنت قد فقدتُ علاقتي ببشرتي. كانت جافة، مرهقة، باهتة كأنها فقدت نبضها. لا المرطبات التجارية أفادتني، ولا الأقنعة المستوردة أنعشتها. كل يومٍ جديد كان كأنه إعلان صغير عن يأسٍ كبير. شعرتُ أن وجهي لم يعد يعكسني، وكأن بيني وبينه حجابًا شفافًا من الخيبة.

حتى أتت تلك الليلة التي قررتُ فيها أن أستعيد حديث جدتي، وأفك شيفرة كلماتها.


الوصفة التي غيّرت كل شيء


أخرجت من صندوق خشبي قديم تركته لي جدتي، ورقة صفراء كُتبت بخطٍّ مائلٍ حنون، وكان فيها ما يشبه التعويذة. وصفتها لم تكن طويلة، لكنها كانت ساحرة بتركيبتها البسيطة:


المكونات:


  • ملعقة صغيرة من دقيق الأرز المطحون يدويًا

  • ملعقة صغيرة من حليب الماعز الدافئ

  • بضع قطرات من زيت الورد البري

  • رشة خفيفة من بودرة قشور الرمان المجفف

  • قطرة من عسل السدر النقي


الطريقة:


تُمزج المكونات ببطء، كما يُخفق الحنين في القلب، حتى تتكوّن عجينة ناعمة الملمس. تُوضع على بشرة نظيفة، وتُترك مدة ربع ساعة. بعد ذلك، يُغسل الوجه بماء دافئ، ثم يُمرر عليه قطعة من القطن المبلل بماء الورد البارد.

لم تكن النتيجة لحظية، لكن مع مرور الأيام، بدا لي وجهي وكأنه يتذكّر نفسه. عاد له وهجه، نعومته، وحتى ابتسامته التي غابت طويلًا.


سر الوصفة: لماذا كانت فعالة؟


  • دقيق الأرز: عنصر قديم استُخدم في الشرق لتفتيح البشرة بلطف دون تقشير قاسٍ.

  • حليب الماعز: يحتوي على أحماض لطيفة تُرطب وتغذي دون انسداد المسام.

  • زيت الورد البري: غني بمضادات الأكسدة ويُعيد للبشرة مرونتها.

  • قشور الرمان: مقشر طبيعي يحتوي على مركبات مضادة للالتهاب ومُجددة للأنسجة.

  • عسل السدر: كنز من الشفاء، يرمم ويغذي بعمق.


لكن السر الأعمق لم يكن في المكونات وحدها، بل في النية التي تُحضّر بها. 

جدتي كانت تؤمن أن ما يُحضّر بحب، يُثمر جمالًا لا يذبل.


ما تعلمته: العودة للجذور ليست رجعية، بل نهضة


بعد شهور من المداومة على هذه الوصفة، بدأت أتلقى عبارات الإطراء: "بشرتك مُضيئة"، "ما سر هذا الصفاء؟" – لم أكن أُجيبهم بكلمات كثيرة. فقط أبتسم، وأتذكّر يد جدتي وهي تُحضّر الخلطات على نارٍ هادئة، وقلبها يمزج قبل يديها.

أدركتُ أن الجمال لا يُشترى، بل يُستعاد. وكل امرأة فقدت علاقتها ببشرتها، تحتاج فقط إلى أن تُصغي لتلك الحكمة القديمة التي طُمرت تحت سُحب التسويق والدعاية.


همسة ختامية: اصنعي لكِ تراثكِ الخاص


هذه الوصفة ليست مجرد خلطة، بل مفتاح. 

مفتاحٌ لبوابةٍ كنتُ أظنها أُغلقت إلى الأبد. واليوم، كلّما نظرتُ في المرآة، أرى وجهي، لكن أيضًا أرى ظلّ جدتي، جالسةً على الكرسي الخشبي، تُمرر أصابعها فوق بشرتي، وتهمس لي:

"كل شيء يعود إذا أُحبّ جيدًا."

تلك النصيحة، التي لم تتجاوز جملة، كانت كافية. 

كافية لأُحبّ وجهي من جديد، وأستعيد يقيني بأن الجمال، في النهاية، ليس ما نضعه على الجلد، بل ما نغذيه في الداخل. 

فهل ستُصغين لصوتٍ قديم بينكِ وبين نفسك؟




إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!