غلطت مرة وغسلت وجهي بهذه الطريقة.. ومنذ ذلك الحين والبثور لا ترحل
لم أكن أتوقع أن مجرد غسلة واحدة خاطئة لوجهي ستكون نقطة التحول في معركتي الطويلة مع البثور. لم تكن تلك الغسلة مجرد روتين يومي، بل كانت بوابة لمشكلات جلدية استعصت على الحل، وتركت أثرًا يصعب طمسه.
بداية القصة: عندما يصبح الروتين عدوًا
كنت في إحدى الليالي المتعبة، أبحث عن طريقة سريعة لإزالة آثار يوم طويل من التعب، الغبار، والمكياج الخفيف. أمسكت بالغسول، بللت وجهي بماء فاتر، ثم بدأت أفرك بقوة، أظن أنني بذلك أنظف بشرتي من الأعماق. لم أكن أعلم أنني كنت أوقظ وحشًا نائمًا داخل مسامي.
الغسول كان يحتوي على نسبة عالية من الكبريت، ولم يكن مخصصًا لنوعي بشرتي المختلطة. ما زاد الطين بلة أنني كنت أستخدم قطعة قماش خشنة ظنًا مني أنها تساعد على التنظيف العميق.
ما حدث بعد ذلك: تصاعد البثور وتحوّل ملامح بشرتي
في اليوم التالي، بدأت البثور تظهر واحدة تلو الأخرى، ليس فقط على الجبين أو الذقن، بل حتى على الخدين – وهي منطقة لم تعتد يومًا أن تستضيف تلك الزوار المزعجين.
في البداية، ظننت أنها مجرد رد فعل مؤقت، لكن الأيام مرّت، والبثور أصبحت أكثر شراسة، بعضها التهابي، وبعضها مؤلم تحت الجلد.
أين أخطأت؟ دروس تعلمتها من جلد وجهي
1. الفرك المفرط لا يُنقّي، بل يُدمّر:
ما كنت أعتبره تنظيفًا عميقًا، كان في الحقيقة اعتداءً على حاجز بشرتي الواقي. هذا الفرك أخل بتوازن الزيوت الطبيعية، وأرسل إشارة فوضوية للغدد الدهنية: "إفراز طارئ للزيوت!".
2. اختيار الغسول لم يكن مدروسًا:
3. إهمال الترطيب بعد الغسل:
كيف بدأت أرمم ما كُسِر؟
- استخدام غسول لطيف بخلاصة الشاي الأخضر والصبار.
- غسل الوجه بحركات دائرية خفيفة بأطراف الأصابع فقط.
- تجفيف الوجه بمنشفة ناعمة بطريقة التربيت، لا الفرك.
- الترطيب مباشرة بعد الغسل، بمكونات مهدئة مثل النياسيناميد أو البانثينول.
- استخدام واقي شمسي يوميًا، حتى في الأيام الغائمة.
النتيجة بعد شهور من الالتزام
بشرتي لم تعد مثالية، لكن البثور أصبحت أقل عددًا، أقل عمقًا، وأسرع في الشفاء. بدأت ألاحظ عودة الهدوء إلى ملمس جلدي، وتراجعت آثار الاحمرار والتصبغات.
الدرس الأكبر: البشرة لا تُروّض بالقوة
في عالم الجمال، كثيرًا ما نقع في فخ النصائح السريعة والتجارب غير المدروسة. لكن البشرة ككائن حساس، لا يحب العنف، بل يحتاج إلى العناية، إلى الاستماع، إلى التوازن.
كل ما حدث معي كان نتيجة لحظة اندفاع، غسلة واحدة خاطئة، لكنها كانت كفيلة بفضح كل ما كنت أجهله عن بشرتي. ومن تلك الغلطة، بدأت رحلتي الحقيقية نحو فهمها والاعتناء بها.
كلمات أخيرة لكل من تقرأني الآن
لا تستهيني بلحظة تنظيف عابرة. لا تختاري المنتج لأن لونه جميل أو لأن تقييماته مرتفعة على الإنترنت. افهمي بشرتك، انصتي لاحتياجاتها، وامنحيها ما يناسبها، لا ما هو شائع. فالغسلة التي تقومين بها كل يوم، قد تكون سلاحًا ذو حدّين: إما نعمة، أو نقمة.
هل سبق ومررتِ بتجربة مشابهة؟ شاركينا قصتك أو استفسارك، فقد يكون في حكايتك درس لغيرك، وفي كلمتي هذه مرآة لكِ.